السبت، ١٢ تموز ٢٠٠٨

التعميد المندائي

اساس الدين المندائي مبني على عبادة قوانين الحياة العظمى ويقصد بالحياة العظمى الماء الحي الجاري والذي يسمى يردنه باللغة المندائية وعلى هذا الاساس يأتي الاغتسال الذي يشكل اهم الطقوس المندائية ويعني التعميد في الماء الجاري أو الصباغة والتي تسمى مصبوتا أو مصبتا في اللغة المندائية

مجموعة من الاطفال يتعمدون في المندي

إن المصبتا هي الاساس في الدين المندائي والتي يتميز بها الدين المندائي. وكلمة مصبتا جاءت من الفعل الارامي (صبا) بمعنى غطس اي تطهر بالماء وتشتق من هذا الفعل كلمة المصبتا او الصباغة ومنها (صبينا, صبيت, مصبانا) ومن هنا جاءت التسمية للمندائيين أي الصبا او الصبة او الصابئون او الصابئيون. وهم الناس الذين يستعملون الماء في طقوسهم الدينية. والمصبتا (التعميد) هي الطقس الرئيسي لكل مندائي سواء كان صغيرا ام كبيرا. ويهدف هذا الطقس (التعميد) بمفهومه المندائي الى غرضين اثنين
الاول :- هو ادخال او قبول الشخص ضمن الجماعة المندائية اي تهيئته روحيا من ثم قبوله عضوا في الجماعة وهو في هذا المجال بمثابة ولادته روحيا من جديد لكي تكمل ولادته المادية. ويتم ذلك بتطهير الجسد الذي هو وعاء النفس والتي هي نسمة من الذات الالهية, لذا فالماء هو اساس التطهير , ونرى ان الصابئة المندائيون يحللون الماء الجاري والنظيف ويحرمون الماء الآسن او الراكد ولهذا السبب سكن المندائيون قرب الانهار والشواطئ .
ماء الحياة او مياها (الماء الحي) الجاري هو اهم مستلزمات التعميد و وجود نبتة الآس او الياس كرمز للطيب والحياة.
التعميد يجب ان يتم بأرتداء اللباس الديني لدى المندائي والمعرف باسم الرستا, والرستة يجب ان تكون مصنوعة من الكتان او القطن الأبيض رمزا للطهارة والنور. الرستة يجب ان يرتديها الاب المعم (الكاهن) والشخص المعمد

الثاني :- هو الاستغفار اي طلب الغفران من الباري سبحانه وتعالى لمحو الخطايا والذنوب والتوبة الصادقة.


عين ماء التي عمد فيها النبي يحيى سيدنا المسيح

ومن اهم الذين تعمدوا على يد نبينا يحيى عليه السلام هو سيدنا المسيح وكما ذكر في النص التاسع والعشرون من كتاب حكم ومواعظ يحيى ( دراشة اد يهيا )
وهذا هو النص الكامل.
باسم الحي العظيم
يحيى يعظ ويرشد في الاماسي، يقول :
اشرق النور على العوالم. من خاطب عيسى؟ من حدث عيسى المسيح بن مريم العذراء؟ عندما ذهب الى ضفة يردنة قال:
يا يحيى اصبغني بصباغتك وانطق الاسم الذي تذكره عليّ، وسأذكر صنيعك هذا في وثيقة خطية.
فقال له يحيى:
كيف اصبغك وقد هزأت باليهود وكهنتهم واخزيتهم،
قال عيسى:
لم اهزأ بالرجال الكهنة, والا سأموت مرتين.
قال يحيى:
الاخرس لا يصبح معلما, والاعمى لا يكتب رسالة, وبيت الخراب لا يتألق, الارملة لاتصبح عروسا, والماء المنتن لا يتضوع طيبا, والحصى لا يترطب بالزيت.
قال عيسى:
الاخرس يصبح معلما, والاعمى يكتب رسالة, ويتألق بيت الخراب, والارملة تصبح عروسا, والماء المنتن يتضوع طيبا, والحصى يترطب بالزيت.
قال يحيى لعيسى:
اوضح ذلك.
اجابه عيسى في اورشليم:
الاخرس يصبح معلما... المولود الذي يأتي ينمو, ويتكلم ويصبح كبيرا, يمنح الزدقا ويكسب الاجر.

مكان البئرالذي كان يستخدمه النبي يحيى
لتعميد الناس


الاعمى يكتب رسالة... ابن السوء اذا حسنت اخلاقه وترك الزنى, وآمن بالحياة العظمى.
وبيت الخراب يتألق... إذا رق ابن الحياةوهجر القلعة والفراش, وبنى بيتا عند الشاطئ وجعل له بابين فمن جاء من سفل فتح له بابا وقابله ومن جاء من علٍ فتح له الباب الاخر وقابله, فأذا طلب
طعاما, اعدّ له المائدة بالحق, واذا طلب ماء, سقاه, واذا اراد النوم, جهز له فراشا, واذا طلب الرحيل ارشده الى طريق الحق والأيمان, وارتقى متطلعا الى موضع النور.
الارملة تصبح عروسا... عروس ارملت وهي في شرخ الشباب, احتجبت واعتزلت من اجل ابنها, وكلما خرجت لم يغادر نظرها وجه زوجها.
الماء الآسن يتضوع طيبا... فتاة غانية متحررة بلا قيود, اصبحت اما, صعدت قاصدة المدينة, ولم ترفع الوشاح عن ووجهها.
الحصى يترطب بالزيت... الزنديق الذي هبط من الجبل, تاركا السحر, والشعوذة, وآمن بالحي العظيم, وآوى اليتيم, وملأ حضن الارملة.
يا يحيى اصبغني بصباغتك, وانطق الاسم الذي تذكره عليّ, فسوف اذكر لك هذا في وثيقة, فأنت مسؤول عن خطاياك وانا مسؤول عن خطاياي.
واذا قال عيسى ذلك, هبطت رسالة من السماء تقول:
يايحيى اصبغ المسيح. اصبغه في يردنا, واصعد ضفة النهر, حيث الحمامة رسمت صليبا فوق يردنا ولونت الماء بالوان متعددة وقالت ليردنا: انت قدستني, وقدست ابنائي.. وهكذا اصبح الماء الجاري الذي اصطبغ به المسيح, ماء مقدسا, والخبز المقدس الذي تناوله المسيح, روحا للقدس, والماء الذي شرب منه المسيح اصبح قربانا.

والحي المزكى

ليست هناك تعليقات: