الجمعة، ١١ تموز ٢٠٠٨

وصية الكنزبرا الشيخ داموك إلى الصابئة المندائيين

ثلاثة كتب مقدسة رافقتني مع عائلتي يوم خروجي من الوطن ، القران الكريم ، والكتاب المقدس للمسيحيين ، والكنزا ربا للصابئة المندائيين بخط جدي الشيخ داموك ، مهتم يهانه بر مهنش ، وهو جد الكنزبرا الشيخ دخيل الشيخ عيدان رحمهم الله .لم أحمل معي شيئآ اخر غير دموع غزيرة سالت كماء دجلة والفرات من عيوننا ، زوجتي وأنا وأطفالي وحزن عميق على الأهل والأحبة ووطن لم نساوم عليه ولم نتخاذل يومآ للنظام الدكتاتوري الذي سام وإمتهن وقتل شعبه.لم أكن خائفآ من إحتمال منعي من السفر في نقطة الحدود بقدر ما كنت خائفآ على ضياع مخطوطة الكنزا ربا الثمينة لجدي الشيخ داموك المدونة عام 1843 والتي حبي لها يفوق حبي لأطفالي.كنت قلقآ من مصادرتها من قبل حرس الحدود فأتخذت كل الإحتياطات اللازمة لتلافي كل المشاكل التي ستواجهني في المخفر الحدودي وأذكر بالخير الشاعر الكبير عريان السيد خلف العزيز أبو خلدون الذي إستأجر بنفسه السيارة وإختار السائق الذي سيكون عونآ لنا للخروج الأمين من الوطن السجين والمأسور بالخوف والرعب والموت.

وضع السائق الطيب ، وهو من إخوتنا الفلسطينيين الذين سبقونا في الهجرة والمنافي والتشرد ، وضع مخطوطة الكنزا ربا أمامه وأوصاني أن أطمئن وكانت ترافقنا أيضآ والدته الطيبة التي شاركتنا الدموع وكانت طوال الطريق ترفع الدعاء إلى الله لنا بالسلامة والخروج الأمين.
حدث كل ذلك قبل عشرة سنوات أي عام 1998 العام الذي خرجنا فيه من سجن الدكتاتورية لندخل سجنآ اخر أكثر قسوة وألمآ هو سجن المنفى.
وكانت لدي مخطوطتان تعودان لجدي الشيخ عبد الشيخ جادر إستطاع أخي الطيب صلاح جبار عوفي أن يستدرجني بذكائه وأريحيته وصفاء نفسه لتأمينها في مندي الصابئة المندائيين وقد وافقت تحت هاجس عميق من أن أيامآ شديدة وصعبة ستمر على شعبنا ووطننا والمندائيين والكنزا ربا خير حافظ وناصر للمستضعفين.
أما المخطوطة الثانية بقصبة الشيخ داموك فهي تلك التي رافقتني مع القران الكريم والكتاب المقدس وهي معي الان في الطابق العاشر والأخير من عمارة في ستوكهولم تنتظر المندائيين يوحدون صفوفهم ويتاخون ويتناصرون ليرفعوا قضية شعبهم العراقي عامة وقضيتهم خاصة إلى المحكمة الجنائية الدولية لجرائم الحرب والإبادة الجماعية.
أيها المندائيون
كتاب الكنزاربا ينتظركم في ستوكهولم ، كتاب الكنزا ربا المقدس بخط جدكم الشيخ داموك، مهتم يهانه بر مهنش، ينتظركم ليرافقكم إلى المحكمة الجنائية الدولية ولن يخذلكم الحي الأزلي، ستكسبون القضية بعون الله كاملآ وستلقنون قتلة الشعب العراقي وجنرالات البيت الأبيض درسآ في معنى أن يحتج أبناء العراق القدماء بناة الحضارة الأولى والمعلمين الأوائل للبشرية الكتابة على الطين وورثة كلمة الحق ليحيى يوحنا عليه السلام.
سترافقكم أرواح أجدادكم الكنزبرا الشيخ داموك والكنزبرا الشيخ دخيل وسيدخلون معكم إلى قاعة المحكمة الدولية وينصروكم بقوة الحي الأزلي وسيسمعكم العالم كل العالم فلا يخدعكم ويمنعكم عن هذا النداء منافق من أبناء الظلام فهذه وصية مهتم يهانه بر مهنش لكم وروحه الناطرة الطيبة تنتظركم فسارعوا لتلبيتها والإستجابة لها.
أيها المندائيون
البيت الأبيض هو بيت الروهة، قوة الشر والظلام في العالم، ولن ترأف الروهة ولا أتباعها بكم ووضعكم سيزداد سوءآ إلا إذا رفعتم صوتكم إلى البشرية المحبة للخير والسلام فكشفتم لثام الظلام الذي تتستر به بإسم شعاراتها الزائفة في حقوق الإنسان والديمقراطية والتي تريد بها السيطرة على العالم وتطمين مصالحها المادية الجشعة حتى لو كان ذلك على حساب خراب الحياة على الأرض وأنهار من دماء الشعوب.
هذا هو المطلوب منكم وما ينتظره شعبكم ووطنكم.
إنها كلمة الحق ليحيى يوحنا عليه السلام التي يحملها بالفطرة كل ضمير مندائي وإنساني حي ، كلمة الحق التي ترعب الطغاة وقوة الظلام
قوة الظلام والقحط والخراب ياأبناء النور والماء وهي تخشاكم وتحسب ألف حساب لطشة من الماء منكم ويرعبها شعاع من النور توجهونه صوبها.
فسارعوا إلى تشكيل هذا الوفد وصياغة العريضة إلى المحكمة الجنائية الدولية وأعلنوا هذا للعالم والحي هو المزكي والناصر.

هناك تعليق واحد:

ثامر العبيدي يقول...

مقال مؤثر و كلمات صادقة ... اسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظ العراقيين جميعا