الجمعة، ١١ تموز ٢٠٠٨

ماذا يريد صابئة العراق ؟؟
ان ابناء طائفة الصابئة المندائيين يرفعون الآن أصواتهم مطالبين بحقوقهم في وطنهم :إذ
...يقولون" نحن شركاء في الوطن ولا منّة من أحد علينا في حقوقنا .
لم تنصفنا الدساتير العراقية السابقة وهمشتنا ولم تحمنا من جور الجائرين وظلم الظالمين ... بل كنا نستجدي أبسط حقوقنا المشروعة بالتوسل !!!... الدساتير العراقية القديمة لم تنصفنا حتى انها (استكثرت علينا ) تثبيت اسمنا الصريح والكامل في دساتيرها ..... فأي ظلم وحيف أكثر من هذا، لقد اكتوت طائفة الصابئة المندائيين بأنواع واصناف شتى من الظلم والقهر والأضطهاد الاجتماعي والسياسي والثقافي خلال السنين الماضية .( لقد نالنا مانال شعبنا العراقي من دمار وظلم وخراب ) وزيادة عليها كنا نعاني من كوننا أقلية دينية ذات طقوس دينية وعادات واعراف وتعاليم خاصة بها تختلف فيها عن بقية الاديان والاقوام المتعايشة معها فقد كانت تطالنا آلاف الالسن بالشتائم والسباب "
كنا ومنذ آلاف السنين (نصرخ ونستجير) بأننا(( نعبد الله ولنا كتاب ونبي )) ولكن يظهر لنا من حين لحين من يروج علينا عكس ذلك مستغلا ً ضعف أمكانيات الصابئة وخوفها وعدم امتلاكها وسائل أعلامية أو قوة تردع من يسىء لها متهمين الصابئة المندائيين ( عبدة كواكب ونجوم ) وأخرها في عصرنا الحديث ..مقالات و كتاب ( المؤرخ عبد الرزاق الحسني ، عن الصابئة )... وقد أمتدت هذه الافتراءات المشينة في منتصف التسعينات من القرن الماضي الى المناهج الدراسية في المدارس للصف الثاني المتوسط والخامس الثانوي ، فيكتب تفسير الصابئة عند يرد ذكرهم في القرأن بأنهم ( قوم عبدة كواكب ونجوم) .ناهيك عن أستغلال بعض أئمة الجوامع" في الترويج للعداء للصابئة ، والتي زادت هذه الظاهرة في السنوات العشر الأخيرة من حكم الطاغية السابق ،في خطب الجمعة وبمكبرات الصوت وعلى الهواء مباشرة وبدون أي حياء أخلاقي ، متسترين بأسم الدين (والدين منهم ومن أعمالهم القذرة براء ) مستغلين دعم السلطات أن لم يكن بتوجيهها نافثين سموما ً فتاكة في محاربة الديانة المندائية والحط من كرامة معتنقيها ، وقد كانوا بأفعالهم هذه يعطون الضوء الاخضر ويشجعون أصحاب النفوس المريضة والحاقدة من الجهلة وذوي الأتجاهات التكفيرية وحملة الافكار الهدامة من الأجهار بعدائهم وايذائهم لأبناء الصابئة . .
ويعلم الجميع ان ( بيوت الله) هي ليس فقط للعبادة وانما هي البيئة الصالحة للتربية على الأيمان الصحيح المبني على المحبة والعدالة و الانسانية والسلام والتسامح وهي ايضا ً المكان المناسب لبث الوعي والتربية الثقافية التي بشرت فيها الاديان لخير المجتمعات والبشرية !!!
ويقولون" لم تنصفنا وسائل الإعلام العراقية المتنوعة ( الصحافة أو التلفزيون أو الإذاعات(بتعريف الشعب بديانتنا ومعتقداتنا وثقافتنا بل راحت من حين لحين تثور تصريح يسيء لنا هنا وهناك .
في السنوات الأخيرة وبعد اشتداد الحاجة الى اصدار مجلة دورية للصابئة تعني بشؤونهم وافقت السلطة المقبورة على ذلك لكن ألزمت الطائفة على أعتبارها نشرة داخلية تصدر فقط للصابئة وتوزع بين ابنائها في المندي !!! وقد كانت تصدرأعدادها من (مجلة أو نشرة أفاق مندائية ) بعد موافقة الجهات الامنية وعيون أزلام صدام المندائية . وكذلك أصدرت الطائفة نشرة (هيمنوثا ) أي الايمان تهتم بالديانة و الثقافة المندائية وقد اغلقت الاخيرة بسب نشرها رد على أحد الاساتذة لتجاوزه على الصابئة في احدى البرامج التي بثتها محطات التلفزيون العراقية وعبر الاقمار الفضائية ، أغلقت النشرة الداخلية وتم استدعاء ومحاسبة كاتب المقالة من قبل الجهات الامنية بينما تم تكريم الاستاذ الجامعي وبث اللقاء التلفزيوني عدة مرات ؟؟
هذه بعض التجاوزات التي قد تركت الاثر السلبي على نفسية وشخصية الفرد المندائي العراقي .
لقد غادر ولازال يغادر آلاف من أبناء الصابئة وعوائلهم العراق الى شتى بلدان العالم هربا ً من الظلم والبطش والأضطهاد والتميز والتفرقة وأضيف اليها الان .الاحتلال و المحاصصات والمفخخات و الإرهاب وغياب القانون .
ويتمنون " أول مانريده في الدستور الجديد هو أن يكتب أسم الطائفة بشكل صريح وواضح وان يدون معه اننا من أوائل الموحدين في بلاد الرافدين وأن كتابنا المقدس ((الكنزا ربا )) مبارك أسمه و أن نبينا يحيى بن زكريا (عليه السلام) ولنا لغة خاصة بديننا نطالب بإحيائها ولنا تأريخ عريق وثقافة وآثار عديدة ( ولو طمس ودمر الجزء الكبير منها في الحرب العراقية الإيرانية لكون منطقة الكرخة و الطيب وماجاورها من مناطق كثيرة كانت موطن للصابئة منذ الاف السنين ،ثم مسرح للمعارك الطاحنة خلال سنوات الحرب والأن مزارع ضخمة للالغام ) نريد الاهتمام والنهوض بها !!!! وان لنا علمائنا الاجلاء الأفذاذ وخصوصا ً في فترة الدولة العباسية الذين حققوا أنجازات علمية وفلسفية للمجتمع وهم من أول المساهمين في بناء الحضارة العباسية !! وكذلك لنا دور مشهود في تأريخ العراق الحديث كتبنا سطوره بعرق جبيننا ودماء إخواننا في سبيل خير الشعب العراقي والوطن ، نريد أن يكتب في دستورنا إننا عراقيون أصلاء وشركاء مع بقية أطياف الشعب العراقي"

ليست هناك تعليقات: